العملات الرقمية

في ظل خبرتي الطويلة في مجال التداول والاستثمار، وجدت أن العملات الرقمية برزت كواحدة من الخيارات الاستثمارية الأكثر جاذبية وتطوراً في العالم المالي الحديث. تتميز هذه الأصول بقدرتها على تحقيق مكاسب سريعة ومرتفعة نظرًا لتذبذباتها السوقية الكبيرة، مما يجعلها قطاعًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن فرص غير تقليدية لتنمية رؤوس أموالهم.

العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، إيثريوم، وريبل، أصبحت تمثل ثورة في مفهوم الأموال وطرق التحويلات المالية، فضلاً عن كونها وسيلة للتحوط ضد التضخم في بعض الحالات. ومع ذلك، يجدر بالمرء أن يتذكر أن هذا النوع من الاستثمار يأتي مع مستوى مرتفع من المخاطرة، نظرًا لتقلبات الأسعار الحادة والتأثر الكبير بالتغييرات والأحداث الاقتصادية العالمية.

قبل الخوض في عالم العملات الرقمية، يعتبر التعللم والتحليل الدقيق للسوق أمورًا ضرورية. يُنصح بشدة بالقيام ببحث شامل وتعليم نفسك حول الأساسيات التي تشكل العملات الرقمية وتأثيرها على الأسواق العالمية، بالإضافة إلى التحلي بالصبر والانضباط عند اتخاذ قرارات الاستثمار. ومن المهم أيضًا متابعة الأخبار والتطورات المستمرة في هذا المجال، حيث يمكن أن تؤثر مستجدات السوق بشكل كبير على قيمة هذه العملات.

من خلال موقع فوركس ترست العرب، نوفر لك دليلاً شاملاً للتعرف على عالم العملات الرقمية، من مبادئه الأساسية إلى استراتيجيات التداول المتقدمة. نهدف إلى تمكين المستثمرين بالمعرفة والأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة في هذا القطاع المالي سريع التغير وعالي الخطورة، مما يساعدهم على تحقيق النجاح والازدهار في استثماراتهم الرقمية.

ما هي العملات الرقمية

العملات الرقمية هي عبارة عن عملات افتراضية أو رقمية تم تصميمها للعمل بها كأحد وسائل التبادل، وهي تستخدم طريقة التشفير وذلك لتأمين كافة معاملاتها والتحقق منها والسيطرة أيضًا على عملية إنشاء وحدات جديدة من أي عملة رقمية، كما أن تلك العملات تعمل على مجموعة محدودة من الإدخالات في قاعدة بيانات لا يمكن لأحد أن يغيرها إلا إذا تم ذلك وفقًا لشروط محددة.

تاريخ العملات الرقمية

كانت عملية إنشاء عملة رقمية عملية معقدة ومتدرجة بدأت خلال الازدهار التكنولوجي في فترة التسعينات وذلك مع بدء ظهور أنظمة مثل نظام فلوز وبينز وأيضًا ديجي كاش في الأسواق ولكنها عانت من الفشل في النهاية لعدة أسباب منها الاحتيال والمشاكل المالية، بالإضافة إلى استخدامها إلى نظام الطرف الثالث الموثوق به، مما يعني أن الشركات التي تقف وراءها قد قامت بالتحقق من أن تعاملاتها المالية صحيحة وعملت على كافة التسهيلات ولكن وبعد كل هذا أخفقت الشركات نظرًا إلى أن عملية إنشاء نظام نقدي رقمي على أنها أمر ميؤوس منها لفترة طويلة.

ثم كان عام 2009، عندما قام مجموعة من المبرمجين تحت اسم مستعار ساتوشي ناكاموتو بإنشاء عملة بتكوين وقد وصفوها بأنها نظام نقدي إلكتروني وهو عبارة نظام لامركزي كليًا وهذا يعني أنه لا توجد خوادم محددة أو سلطة مركزية تسيطر عليه، ولكن واجهتها مشكلة هامة وهي الإنفاق المزدوج، وهو عبارة عن أسلوب احتيالي لأنفاق نفس المبلغ مرتين، لذا كان الحل التقليدي هو أمر مفروغ منه لتنظيم العملية من خلال طرف ثالث موثوق فيه لكى يكون بمثابة خادم مركزي يعمل على مهمة حفظ سجلات الأرصدة والمعاملات المالية ومع ذلك، فإن تلك الطريقة جعلت هناك سلطة تسيطر بشكل أساسي على تلك الأموال ولديها جميع التفاصيل الشخصية للمتعاملين.

تقنية تأكيد تعاملات العملات الرقمية

من خلال شبكة لا مركزية مثل العملات الرقمية كل مشارك فيها يحتاج إلى القيام بتلك المهمة بنفسه ويتم ذلك من خلال تقنية تدعى بلو كاتشين وهي عبارة عن دفتر حسابات عام لكل المعاملات التي يتم إجرائها في أي وقت من ضمن تلك الشبكة وتكون متاحة للجميع و يمكنهم رؤية رصيد كل حساب على الشبكة، وتكون كل معاملة هي ملف يتكون من المفاتيح العامة للمرسل والمستلم أو عناوين المحفظة وكمية النقود التي تم إرسالها، مع التوقيع على الصفقة من قبل المرسل مع المفتاح الخاصة به وهى عملية تشفير أساسية ضمن شبكة العملة الرقمية، يمكن لأصحاب العملات فقط تأكيد المعاملات من خلال حل لغز تشفيري معين، فهم يأخذون المعاملات، مع علامة تفيد بأنها شرعية ثم ينشرونها من خلال الشبكة، و تضاف إلى قاعدة البيانات وبعد أن تتم عملية تأكيد المعاملة تصبح حينها غير قابلة للتزوير ولا يمكن الرجوع عنها، وقد استندت شبكة العملات الرقمية على الإجماع المطلق لكل المشاركين حول مسألة شرعية الأرصدة والمعاملات، لذا فإن حدثت مشكلة على رصيد واحد فقط في الشبكة يمكن أن يتضرر النظام كله، ومع هذا فإن فهناك الكثير من القواعد التي تم برمجتها وبناؤها بشكلٍ أساسي في الشبكة لمنع حدوث ذلك. 

شرعية العملات الرقمية

بعد أن انتشرت العملات الرقمية بشكل كبير حول العالم قامت السلطات القانونية المعنية محليًا ودوليًا والسلطات الضريبية وكافة الهيئات التنظيمية للخدمات المالية بوضع مفهوم واضح لتلك العملات المشفرة بطريقة معينة لكى تتناسب مع اللوائح والقوانين التنظيمية وقد حدث ذلك بالتحديد بعد ظهور عملة البيتكوين وقد أصبحت نموذج للعملات الرقمية اللامركزية الذاتية التي لا وجود لها في شكل مادي ولا تخضع لأي كيان منفرد، ولذلك وبعد العديد من المخاوف بشأن التهرب الضريبي عن طريقها والقيام بالكثير من العمليات المشبوهة فإنه اعتبار من نوفمبر 2017، أصبحت هي والعملات الرقمية الأخرى محظورة فقط في دول مثل بنغلاديش وبوليفيا والإكوادور وقيرغيزستان وفيتنام، بالإضافة إلى محاولات كل من الصين وروسيا حظرهم أيضًا في حين أن الولايات القضائية الأخرى في مختلف بلاد العالم لا تجعل استخدام تلك العملات الرقمية غير قانوني، كما أن العملات الرقمية لديها الكثير من المستثمرين والمتداولين فيها في منطقة الشرق الأوسط نظرًا لأن أرباحها الضخمة ولم يتم حظرها حتى الآن بالرغم من المخاوف الشديدة منها، كما أن كثير من المحللين الاقتصاديين ينظرون إليها باعتبارها أمر لن يتضح مستقبله قبل عاميين إن كان له مستقبل كبديل للعملات الورقية التقليدية وذلك في حالة نشوب أحداث سياسية موسعة.

بالنهاية نكون قد أوضحنا جميع المعلومات عن العملات الرقمية وما هي وتاريخها وكيف حصلت على شرعيتها عند التعامل بها سواء في شراء السلع أو التجارة وغيرها من الأشياء.